حقائق تاريخية قرآنية

 

 حقائق تاريخية قرآنية

By: Dr. Issah Abeebllahi Obalowu

الأولى: كل الرسل والأنبياء قاطبة منذ أن بعث الله نوحا عليه السلام كانوا من ذرية رسولين فقط -نوح وإبرهيم عليهما السلام- ما أرسل الله من رسول بعد نوح إلا وكان من ذريته إلى أن بعث الله إبراهيم عليه السلام، وكل الرسل الذين جاءوا بعد إبراهيم إلى آخرهم سيدنا محمد صلى الله عليهم وسلم كانوا من ذرية إبراهيم. وذلك قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا...الأية (الحديد).

 وذلك أن الله تعالى أهلك من في الأرض جميعا في زمن نوح عليه السلام إلا ذريته. وهو قوله تعالى: وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) (الصافات). قال ابن كثير: "قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمْ تَبْقَ إِلَّا ذُرِّيَّةُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ." (تفسير ابن كثير).

 

الثانية: ما بعث الله رسولا ولا نبيا بعد آدم عليه السلام حتى زمن نوح عليه السلام، وهو أول رسول بُعث بعد آدم. جاء في حديث الشفاعة: "فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ." صحيح البخاري:3340. لذلك تجد القرآن دائما يبدأ بذكر نوح في معرض ذكر أسماء الأنبياء والرسل. قال الله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (الشورى: 13).

 قال ابن كثير: "فَذَكَرَ أَوَّلَ الرُّسُلِ بَعْدَ آدَمَ وَهُوَ نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ وَآخِرَهُمْ وَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ." قال الله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (النساء: 163). "وَبَدَأَ بِذِكْرِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ... لِأَنَّهُ أَوَّلُ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ الشَّرِيعَةِ، وَأَوَّلُ نَذِيرٍ عَلَى الشِّرْكِ، وَأَوَّلُ مَنْ عُذِّبَتْ أُمَّتُهُ لِرَدِّهِمْ دَعْوَتَهُ، وَأُهْلِكَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِدُعَائِهِ وَكَانَ أَطْوَلَ الْأَنْبِيَاءِ عُمُرًا." (البغوي). قال ابن باز: كان نوح أول الرسل إلى أهل الأرض بعدما وقع الشرك فيها وأما آدم فهو رسول ونبي بالنسبة إلى نفسه وذُريته قبل وقوع الشرك.

 

الثالثة: ما أهلك الله قوما منذ أن خلق آدم عليه السلام إلى زمن نبي الله نوح لأنهم كانوا على الهدى، وكان بين آدم ونوح عشرة قرون، ولما وقع الشرك والمخالفات في الأرض بعث الله نوحا فعصاه قومه فأهلكهم الله. وذلك قوله تعالى: "ووَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا." (الإسراء: 17). وقوله: "كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ...الأية (البقرة: 213).

 أخرج الحاكم في المستدرك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ، فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ». وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ." (4009). ووافقه الذهبي. وروى ابن حبان في صحيحه أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مُكَلَّمٌ»، قَالَ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ: "عَشَرَةُ قُرُونٍ". (6190).

 

Post a Comment

0 Comments