أهمية الوصية في الإسلام (مَا مَرَّتْ عَلَى ابن عمر رضي الله عنه لَيْلَةٌ إِلَّا ووَصِيَّته مكتوبة عنده: صحيح مسلم: 1627.)

 أهمية الوصية في الإسلام

By: Dr.  Issah Abeebllahi Obalowu 

أهمية الوصية في الإسلام

قد أرشدنا الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم إلى المبادرة إلى الوصية ما استطعنا وكلما ما وجدنا سبيلا إلى ذلك، لما في ذلك من الفوائد الجمّة، سواء كانت الوصية فيما يتعلق بثلث التركة أو ما للإنسان وعليه من الدّيْن والودائع عند غيره، وكذلك ما يتعلق بكيفية تصريف شؤون الحياة في المستقبل القريب والبعيد. لا شكّ أن القيام بمثل هذا الأمر يُزيح كثيرا من الغموض والإشكال التي من المحتمل أن تحدث إذا فاجأ الإنسانَ الموتُ.

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»[1]. وفي رواية: "لَهُ شَيْءٌ يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ فِيهِ، وفي رواية: "حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ لَا يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ مَا يُوصِي فِيهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ."[2]. وفي رواية مسلم: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبِيتُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ»، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: «مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ إِلَّا وَعِنْدِي وَصِيَّتِي».[3].

يقرر لنا خير خلق الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث أهمية الوصية ويرشد كلّ من له شيء يريد أن يوصي فيه أن يقوم بذلك في أقرب وقت ممكن، حتى لا يفاجئه الموت فتفوته الوصية ويترك أهله في الحيرة بعد موته. وتكون المبادرة إلى الوصية آكد إذا كان على الإنسان دين أو تكون عنده وديعة أو أمانة لغيره.

المقصود من ذكر العدد في الحديث:

"إنما المقصود من الخبر المبادرة إلى كتابة الوصية، فليس من حق الإنسان أن يؤخر ويؤجل الوصية، ليس من حقه الواجب أو المستحب على حسب حكم الوصية، فإن كانت الوصية واجبة لزمه أن يكتب وصيته، ويدون ما له وما عليه، الذي عنده أموال يكتب وصيته، وبين ما له وما عليه، المدين يكتب أنه مدين لفلان ولفلان ويبين؛ لأنه لو مات من غير بيان ومن غير وصية لا شك أنه يعرض نفسه للسؤال عن هذا الحق، وديون الخلق أمرها وشأنها عظيم، مثل هذا لا بد أن يكتب، لو أن إنسان بينه وبين جاره جدار مثلاً، ويخشى من الورثة إذا مات أن ينازعوا الجار، وهكذا في الأمور الواجبة تجب الوصية، في الأمور المستحبة تستحب الوصية".[4].

وينبغى أن يعلم الإنسان أن لا اعتبار لسنّ المرء في الوصية، كما كانت مطلوبة من الكبير فهي أيضا مستحبة من الصغير إذا كان له ما ينبغي أن يوصي فيه. كما ينبغي أن تعمّ الوصية  كل الأمور والشؤون المتعلقة بالحياة الفردية والاجتماعية، خاصة فيما يعود بالنفع والخير مما قد لا يتفطن إليه غير الموصِي في كيفية تصريف الأمور بعد مماته.

وسائل حفظ الوصية:

يمكن للإنسان إيداع وصيته المختَّم عند الأمين، كما يمكنه تسجيله صوتيا مع ذكر تاريخ التسجيل وبيان الموصَى إليه في التسجيل، وإذا كان بالصوت والصورة فأفضل. كما يمكن فعل ذلك أيضا عن طريق المحامي. ويجوز للإنسان تعديل وتغيير وصيته متى بدا له ذلك إلى أن يموت.



[1]  صحيح  البخاري: 2738

[2]  انظر: فتح الباري

[3]  صحيح مسلم: 1627

[4]  عبد الكريم الخضير، شرح الموطأ.

Post a Comment

0 Comments